العوض على الله .
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
العوض على الله .
بسم الله الرحمن الرحيم
سبق ان كتبت هنا عددا من القصصالحقيقية وقعت احداثها في المنطقة ويتداول الاهالي روايتها وقد مضى عليهابعضا من الوقت تغيرت فيه العديد من المفاهيم واصبحت شخصيات هذه القصصواحداثها متقادمة بعض الشيئ مما يجعلنا نستغرب وفق مفاهيم وقتنا الحاضرشيئا من وقائع هذه القصص .
وكنت قدمت لهذه القصص بمقدمة بررتفيها سبب روايتي لها و ايرادها هنا في منتدى التراث واقترح على من لم يقرأما كتب سابقا ان يعود اليه على الروابط الموجودة ادناه .
[size=9]http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=45348
سبق ان كتبت هنا عددا من القصصالحقيقية وقعت احداثها في المنطقة ويتداول الاهالي روايتها وقد مضى عليهابعضا من الوقت تغيرت فيه العديد من المفاهيم واصبحت شخصيات هذه القصصواحداثها متقادمة بعض الشيئ مما يجعلنا نستغرب وفق مفاهيم وقتنا الحاضرشيئا من وقائع هذه القصص .
وكنت قدمت لهذه القصص بمقدمة بررتفيها سبب روايتي لها و ايرادها هنا في منتدى التراث واقترح على من لم يقرأما كتب سابقا ان يعود اليه على الروابط الموجودة ادناه .
[size=9]http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=45348
اما قصتنااليوم او مرويتنا الشعبية ان صح التعبير فهي امتاداد لسابقاتها وهي قصةحقيقية تعمدت ان اخفي بعض اسماء ابطالها الحقيقين سيرا على ما سبق انانتهجته مع القصص السابقة ورمزت لبعض الشخصيات باسماء حتى يمكن استيعابكامل القصة . وقد اخترت لقصتي اليوم عنوانا هو:
( العوض على الله )
كان احد ابطالقصتنا وافدا من اليمن الشقيق واسمه عوض وكان يمتهن التجارة بمفهومهاالمبسط حيث كانت تجارته بعضا مما يحتاجه سكان القرى من اقمشة وما يلزملخياطتها من خيوط وابر وحرير وقصب وكذا شيئا من الحلويات وقليلا من لعبالاطفال مثل الصفارات والبلونات والكور وبعضا من مستلزمات ذلك الوقت منالبهارات والسكر والشاهي .
لقد كانت مهنة عوض تعرف في تلكمالايام (فرقنا ) وهي الكلمة التي يرددها هؤلاء الباعة للفت انتباه الناسلوصولهم للقرى حيث يصيحون باعلى صوت فرقنا ، فرقنا ، فرقنا , فيتقاطرعليهم الاطفال من كل حدب وصوب ثم ينتشر خبر وصولهم بين السكان ، وغالبا ماينزل فرقنا في بيت احد افراد القرية ويأتي اليه كل من له حاجة ليشتريحاجته ، او يبقى في ساحة القرية الى ان ينتهي من البيع لمن تجمعوا حوله.والحق ان فرقنا لهم السبق في نظام البيع الحديث المسمى ( الهوم دلفري )او ايصال البضاعة الى المنزل .
كان عوض تاجرا من الطراز الاول ولميكن مثل فرقنا البسطاء الذين يحملون بضاعتهم على ظهورهم حيث كان يمتلكاثنين من الحمير الكبيرة لزيادة كمية البضاعة وحتى يستطيع ان يجد مايساعده في قطع المسافات البعيدة التي يقطعها في كل رحلة مكوكية يقوم بهاويكررها في الشهر مرتين او ثلاث مرات بلا ملل ولا كلل حتى اصبح ( عوضفرقنا ) مشهورا ومعروفا لدى سكان القرى التى يمر بها كبيرا وصغيرا ذكرا وانثى .
لم يكن ( عوض فرقنا ) تاجرا فحسببل راوية ومتحدثا لا تُمل مروياته ولا تنفد حكاياته ووكالة انباء متنقلةيأتي بالاخبار ( العلوم ) في وقت كانت فيه وسائل نقل الاخبار شحيحة بلمعدومة . وبنك اقراض يسلف بالقرض الحسن كل من يجده محتاجا او ينظره فيتسديد ثمن ما اشتراه الى رحلة قادمة ، وصديقا للعديد من الناس لما حباهالله به من صفاء عقيدة وصدق ايمان وحسن تعامل ، ولم يكن يرد على من يسومسلعة من بضاعته باقل من ثمنها او من باع له بعد مماكسة باقل من السعرالمحدد لم يكن يرد الا بعبارة حفظها اغلب الناس واصبحت لكثرة ما يكررهالزمة يعرف بها عوض تلكم اللزمة هي: ( العوض على الله ) حتى انك تسمعها فياحاديث بعض الناس وقد استعاروها منه ونسبوها له مقرونة باسمه ( العوض علىالله مثل ما يقول عوض ) .
كانت لدى (عوض فرقنا ) مشكلة لميجد لها حلا تلكم هي انه عندما يبيع جزءا من بضاعته تتجمع لديه النقودالتي استلمها من زبائنه ( الغلة ) وربما حصًل جزءا من ديونه السابقة وكلمااتجه مبتعدا عن المدينة اصبحت هذه النقود هاجسا يشغل باله خشية من ضياعهااو سرقتها .
وقد لجأ عوض الى حل لهذه المشكلةابتكره ولم يكن موفقا فيه ، وهو ان يقوم بدفن هذه النقود في مكان بعيد عنالقرى يحسب انه آمنا ويعود اليه فيما بعد ليأخذها في طريق عودته للمدينةليتبضع بها وربما دفن نقودا في اكثر من موضع .
لقد صادف ان مر المرحوم ابو محمدفي الطريق بين قريته والقرية المجاورة ورفع لسبب او لآخر حجرا بجوار شجرةطلح قريبة من الطريق فوجد منديلا مصرورا فيه صرة هاله عندما فتحها ان بهانيفا ومائة ريال وكان مبلغا كبيرا في ذلك الوقت قل ان يملكه احد من اهاليالقرى ، اخذ ابو محمد المبلغ بعد ان عده واعاد صره ثم وضعه فوق رف فيمنزله ولم يحدث بذلك احدا .
وفي يوم من الايام عاد عوض الىالمكان الذي دفن فيه النقود ولم يجد شيئا ثم التبس عليه الامر . هل هذا هوالمكان الذي وضع فيه النقود ام انها في موضع آخر ؟ ولعله اقنع نفسه بعد اناضناه البحث وانقطع امله في الوصول الى مكان المال بانه لم يضع النقود فيهذه المنطقة اصلا وختم بحثه بعبارته المعهودة اللهم عليك العوض ومنك العوض، ثم مضى ولم يحدث احدا .
ومضت الايام والشهور ، وذات مساءوعندما كان عوض يسامر صديقا له في واحدة من قرى المنطقة اسرً اليهبالواقعة وانه لم يجد النقود و ان العوض على الله ، فسأله صديقه : كم كانعدد تلك النقود ياعوض ؟ فذكر له العدد او ما يقاربه ثم سأله عن الوعاءالذي وضعها فيه فذكر لون المنديل وشكله وختم الحديث بلزمته المعودة العوضعلى الله يا ابا محمد .
فما كان من ( ابا محمد ) الا انقام واقفا ورفع يده الى الرف العلوي في زاوية بيته وتناول الصرة التي مضىعلى وضعها هناك قرابة الستة اشهر ،ونفض عنها الغبار ثم ناولها لعوض، وسألهقائلا :
هل هذه هي نقودك يا عوض ؟
فتح عوض الصرة وعد النقود ثم رفع رأسه الى السماء و اجاب قائلا :
العوض على الله
[/size]لقد كانت مهنة عوض تعرف في تلكمالايام (فرقنا ) وهي الكلمة التي يرددها هؤلاء الباعة للفت انتباه الناسلوصولهم للقرى حيث يصيحون باعلى صوت فرقنا ، فرقنا ، فرقنا , فيتقاطرعليهم الاطفال من كل حدب وصوب ثم ينتشر خبر وصولهم بين السكان ، وغالبا ماينزل فرقنا في بيت احد افراد القرية ويأتي اليه كل من له حاجة ليشتريحاجته ، او يبقى في ساحة القرية الى ان ينتهي من البيع لمن تجمعوا حوله.والحق ان فرقنا لهم السبق في نظام البيع الحديث المسمى ( الهوم دلفري )او ايصال البضاعة الى المنزل .
كان عوض تاجرا من الطراز الاول ولميكن مثل فرقنا البسطاء الذين يحملون بضاعتهم على ظهورهم حيث كان يمتلكاثنين من الحمير الكبيرة لزيادة كمية البضاعة وحتى يستطيع ان يجد مايساعده في قطع المسافات البعيدة التي يقطعها في كل رحلة مكوكية يقوم بهاويكررها في الشهر مرتين او ثلاث مرات بلا ملل ولا كلل حتى اصبح ( عوضفرقنا ) مشهورا ومعروفا لدى سكان القرى التى يمر بها كبيرا وصغيرا ذكرا وانثى .
لم يكن ( عوض فرقنا ) تاجرا فحسببل راوية ومتحدثا لا تُمل مروياته ولا تنفد حكاياته ووكالة انباء متنقلةيأتي بالاخبار ( العلوم ) في وقت كانت فيه وسائل نقل الاخبار شحيحة بلمعدومة . وبنك اقراض يسلف بالقرض الحسن كل من يجده محتاجا او ينظره فيتسديد ثمن ما اشتراه الى رحلة قادمة ، وصديقا للعديد من الناس لما حباهالله به من صفاء عقيدة وصدق ايمان وحسن تعامل ، ولم يكن يرد على من يسومسلعة من بضاعته باقل من ثمنها او من باع له بعد مماكسة باقل من السعرالمحدد لم يكن يرد الا بعبارة حفظها اغلب الناس واصبحت لكثرة ما يكررهالزمة يعرف بها عوض تلكم اللزمة هي: ( العوض على الله ) حتى انك تسمعها فياحاديث بعض الناس وقد استعاروها منه ونسبوها له مقرونة باسمه ( العوض علىالله مثل ما يقول عوض ) .
كانت لدى (عوض فرقنا ) مشكلة لميجد لها حلا تلكم هي انه عندما يبيع جزءا من بضاعته تتجمع لديه النقودالتي استلمها من زبائنه ( الغلة ) وربما حصًل جزءا من ديونه السابقة وكلمااتجه مبتعدا عن المدينة اصبحت هذه النقود هاجسا يشغل باله خشية من ضياعهااو سرقتها .
وقد لجأ عوض الى حل لهذه المشكلةابتكره ولم يكن موفقا فيه ، وهو ان يقوم بدفن هذه النقود في مكان بعيد عنالقرى يحسب انه آمنا ويعود اليه فيما بعد ليأخذها في طريق عودته للمدينةليتبضع بها وربما دفن نقودا في اكثر من موضع .
لقد صادف ان مر المرحوم ابو محمدفي الطريق بين قريته والقرية المجاورة ورفع لسبب او لآخر حجرا بجوار شجرةطلح قريبة من الطريق فوجد منديلا مصرورا فيه صرة هاله عندما فتحها ان بهانيفا ومائة ريال وكان مبلغا كبيرا في ذلك الوقت قل ان يملكه احد من اهاليالقرى ، اخذ ابو محمد المبلغ بعد ان عده واعاد صره ثم وضعه فوق رف فيمنزله ولم يحدث بذلك احدا .
وفي يوم من الايام عاد عوض الىالمكان الذي دفن فيه النقود ولم يجد شيئا ثم التبس عليه الامر . هل هذا هوالمكان الذي وضع فيه النقود ام انها في موضع آخر ؟ ولعله اقنع نفسه بعد اناضناه البحث وانقطع امله في الوصول الى مكان المال بانه لم يضع النقود فيهذه المنطقة اصلا وختم بحثه بعبارته المعهودة اللهم عليك العوض ومنك العوض، ثم مضى ولم يحدث احدا .
ومضت الايام والشهور ، وذات مساءوعندما كان عوض يسامر صديقا له في واحدة من قرى المنطقة اسرً اليهبالواقعة وانه لم يجد النقود و ان العوض على الله ، فسأله صديقه : كم كانعدد تلك النقود ياعوض ؟ فذكر له العدد او ما يقاربه ثم سأله عن الوعاءالذي وضعها فيه فذكر لون المنديل وشكله وختم الحديث بلزمته المعودة العوضعلى الله يا ابا محمد .
فما كان من ( ابا محمد ) الا انقام واقفا ورفع يده الى الرف العلوي في زاوية بيته وتناول الصرة التي مضىعلى وضعها هناك قرابة الستة اشهر ،ونفض عنها الغبار ثم ناولها لعوض، وسألهقائلا :
هل هذه هي نقودك يا عوض ؟
فتح عوض الصرة وعد النقود ثم رفع رأسه الى السماء و اجاب قائلا :
العوض على الله
.
&احساس مرهف&- مشرف
- الجوائز :
عدد المساهمات : 112
نقاط : 235
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 12/09/2010
العمر : 30
الموقع : ســـــــ مكه ـــــعودية
رد: العوض على الله .
رؤؤعةةً
سسلمتْ أنإأملككً
لـإأ عدمنأآ هـ آلطلةةْ
مؤفقةةً 3>
سسلمتْ أنإأملككً
لـإأ عدمنأآ هـ آلطلةةْ
مؤفقةةً 3>
Nαđeşħķό- عدد المساهمات : 55
نقاط : 57
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 25/01/2012
مواضيع مماثلة
» صور مراحل نمو الفراولة سبحان الله
» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
» صور الطفل الصيني الشفاف.....سبحان الله
» خطبة وفتوى للشيخ بن العثيمين رحمه الله
» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
» صور الطفل الصيني الشفاف.....سبحان الله
» خطبة وفتوى للشيخ بن العثيمين رحمه الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى